قصة حمزة بن دلاج القرصان الجزائري المبتسم.. التفاصيل الكاملة حول أخطر هاكر على مستوى العالم
رنّ اسم حمزة بن دلّاج في أروقة التكنولوجيا والجرائم الإلكترونية بقوة في الفترة الأخيرة. إنه الشاب الجزائري الذي أثار فزع العالم بمهاراته الهائلة في عالم الهاكرز، والذي اقترب الآن من الخروج من قفص السجن بعد قضاء خمسة عشر سنة وراء القضبان.
حمزة بن دلّاج الهاكر الجزائري. وُلد في عام ألف وتسعمئة وثمانية وثمانون بالجزائر، وتخرج في جامعة باب الزوار للعلوم والتكنولوجيا كمهندس في الإعلام الآلي عام ألفان وثمانية. ولكنه تخصص في غير مجاله حيث درس بن دلّاج صيانة الكمبيوتر لمدة ثلاث سنوات، وسرعان ما استكشف سحر عالم الهاكرز وتفنن فيه بمهارة فائقة.
تَعُودُ قصة حمزة بن دلاج إلى حين كان عمره لا يتجاوز العشرين عامًا، حيث اشتهر بأنه واحد من أخطر عشرة مخترقين في العالم. استطاع بن دلّاج اختراق حسابات أكثر من مئتان وسبعة عشر مؤسسة مالية حول العالم، وتسبب لهم في خسائر تجاوزت المليارات. لقد تمكن من تطوير فيروس الحاسوب “SpyEYE BotNet” بالتعاون مع حليفه الروسي “Gribodemon”، وزرعه في ستين مليون جهاز حاسوب عبر العالم لسرقة الحسابات البنكية.
تجاوزت جرائم حمزة بن دلّاج حدود الخيال، حيث اخترق حسابات مئتان وخمسون بنكًا حول العالم، معظمها في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وقام بتحويل مبالغ مالية تصل قيمتها إلى ثلاثة فاصل أربعة مليار دولار إلى حسابه الخاص في تايلاند. واستخدم جزءًا من هذه الأموال للتبرع لجمعيات خيرية في فلسطين ودول إفريقيا الفقيرة. وظل حسابه البنكي في تايلاند تحت المراقبة دون أن يشعر به، حيث استمرت عملية المراقبة لثلاث سنوات في محاولة للكشف عن هويته الحقيقية.
لكن أتت نهاية مغامرات حمزة بن دلّاج بشكل غير متوقع بالنسبة له. فقد قرر السفر إلى تايلاند برفقة زوجته وطفلته الوحيدة، دون أن يعلم أن وكالة الاستخبارات الأمريكية “إف بي آي” كانت تراقب حسابه في تايلاند وتبحث عن هوية الشخص الذي يقف وراء هذه الجرائم لمدة ثلاث سنوات. وبعد سحبه للأموال من تايلاند، تم الكشف عن هويته وملاحقته ومعرفة هويته، من خلال تتبع كاميرات المراقبة الموجودة في مطار بانكوك. ليتم القبض عليه بعد وصوله إلى المطار من أجل العودة إلى بلده.
تم اعتقال حمزة بن دلّاج في تايلاند بالتعاون مع جهاز الإنتربول الدولي، ثم ترحيله إلى الولايات المتحدة لمواجهة العدالة. في عام ألفان وثلاثة عشر، وعثر بحوازته على جهاز حاسوب، وشريحة تعمل بالقمر الصناعي، وأدين بتهم اختراق مئتان وسبعة عشر بنك حول العالم والاستيلاء على أربعة مليار دولار، والهجوم على أكثر من ثمانية آلاف موقع فرنسي. وحُكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر سنة وغرامة مالية كبيرة.
اطلق على حمزة بن دلّاج اسم “الهاكر المبتسم” وذلك بعد ظهوره مبتسمًا في المؤتمر الصحفي بعد القبض عليه، وتحول إلى بطل شعبي، وذلك بعد تحويله مبالغ مالية لدولة فلسطين وعدد من الدول الإفريقية الفقيرة. كما رفض حمزة بن دلّاج التعاون مع إسرائيل وأمريكا لتأمين مواقعها من الاختراق مقابل الإفراج عنه. وحاولت العديد من المنظمات الأمريكية والصهيونية تشويه سمعته، ولكنه بقى كواحد من أخطر الهاكرز في العالم وحاز على إعجاب وتقدير الجميع حتى الآن.
في تسجيل صوتي عرضته بعض المواقع الأخبارية، تم الكشف عن موعد خروج حمزة بن دلّاج من السجن وذلك في ستة وعشرون من مايو لعام ألفان وأربعة وعشرون الحالي. والآن، بعد أن قضى حمزة بن دلّاج خمسة عشر سنة في السجن، يعود إلى الحياة العامة. وتثير عودته الكثير من الجدل والاهتمام في العالم، حيث يتساءل البعض عن مصيره وعن ما إذا كان قد تغير وترك ماضيه وراء ظهره.